وسط أجواءٍ مشحونة بالمنافسة، وفي قلب دائرةٍ تُعَدّ من بين أكثر الدوائر سخونةً في السباق الانتخابي، يبرز اسمٌ جديد يفرض حضوره لا بالضجيج، بل بالثقة، لا بالشعارات، بل بالمضمون.
إنه أحمد مظهر العبادي، رجلٌ لا يُكثر من الكلام، لأن سيرته تتكفّل بالحديث عنه. يتقدّم بخطى ثابتة، حاملاً مزيجًا فريدًا من التجربة والانضباط، والرؤية الواضحة التي لا تغريها الوعود الجوفاء، ولا تستند إلا على معايشةٍ حقيقية لهموم الناس وطموحاتهم.
العبادي ليس مرشحًا تقليديًا، بل حالة خاصة تفرض احترامها، بفكرٍ متزن، وخلفيةٍ علمية وعملية شديدة التماسك. جمع بين القانون والسياسة، وبين الثقافة الواسعة والبُعد الديني الأصيل، ما أضفى على شخصيته بعدًا يجمع بين الحزم والحكمة، وبين المعرفة والعمل.
لا يسعى خلف الأضواء، ولا يستند إلى الزحام، بل يقترب من الناس ببساطة العارف، وهدوء الواثق، فيراهم ويستمع إليهم دون حواجز، ويضع أمامهم مشروعًا واقعيًّا ينبع من الأرض التي يعيش عليها، لا من أوراقٍ تُصاغ خلف المكاتب.
تميّزه الحقيقي يكمن في طريقته المختلفة، التي لا تُخضع العمل العام للضجيج، ولا تُفرغه من مضمونه. يرى في التمثيل النيابي مسؤولية كبرى، لا وسيلةً لمكاسب، بل أمانة تستوجب العمل والوفاء. لذلك، فهو لا يخوض هذه المعركة من باب المصادفة، بل انطلاقًا من رؤيةٍ إصلاحية تؤمن بأن التغيير يبدأ من الداخل، وأن خدمة المواطن لا تحتاج إلى صخبٍ أو بهرجة، بل إلى صدق وتجرد.
ومن خلال تحاورنا معه، سألناه بكل صراحة: “من هو المنافس الذي تخشاه الآن في دائرتك؟”
فجاء رده واثقًا حاسمًا: “لا أرى حتى اللحظة منافسًا حقيقيًا يستحق الخوف منه.”
إجابةٌ تكشف عن يقينٍ داخلي بقيمة ما يقدّمه، وثقةٍ لا تُبنى على الغرور، بل على إدراكٍ عميق لما تتطلبه المرحلة من كفاءةٍ وخبرةٍ ونقاء نية.
اليوم، ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، تتعالى الأصوات، وتكثر الوعود، لكن العبادي يبقى مختلفًا.. يحمل في حضوره ملامح مرحلةٍ جديدة، يكون فيها الصوت للناس لا للمال، ويعلو فيها الأداء على الكلام.
إنه خيارٌ يستند إلى العقل قبل العاطفة، وإلى الواقع قبل التوقعات، ووعدٌ بأن يكون صوتًا صادقًا في زمنٍ يتعطّش للصدق.