الحياة اليومية في عزبة سعد عبدالوهاب: نبض الريف ودفء العيش
على أرضٍ تتنفس البساطة، وتحت سماءٍ يظلها الأذان والفجر والرضا، تنبض عزبة سعد عبدالوهاب بالحياة كل يوم…
ليست مجرد بقعة جغرافية، بل روح مشتركة بين أهلها، وعادات لا تزال تحرسها القلوب قبل العيون.
● عمل.. وبركة
في عزبة سعد عبدالوهاب، يتوزع الناس بين ميادين الزراعة، وتربية المواشي، ووظائف الحكومة، وورشٍ صغيرة، ومحلاتٍ تجارية تخدم العزبة وما حولها.
تدور العجلة بهدوءٍ وثبات، فالكل يعمل، والكل يشارك في إعمار الحياة.
ولمن لا يملك محلًا، هناك باعة جائلون يتنقلون بين الشوارع، يحملون معهم الخضروات والفاكهة والاحتياجات اليومية، في مشهدٍ يذكّرنا أن البساطة أقرب إلى الرضا من أي شيء آخر.
● الجيرة… أكثر من نسب
لا يمكن أن تفرّق بين الجيران هنا، فهم في الحقيقة أهل وأبناء عمومة وأحباب، تربطهم علاقات من المودة والتراحم، لا سيما في:
الأفراح
الأعياد
المآتمالمناسبات الدينية والاجتماعية
الكل على قلب رجل واحد، والفرح في بيت كأنه في كل البيوت، والحزن يُحمل عن صاحبه قبل أن يطلب المساعدة.
● ليالي الأُنس والسَمر
بعد يوم عمل طويل، لا تنام العزبة مباشرة. بل تبدأ جلسات السَمر الليلية، حيث يتجمع الرجال في مجموعات هنا وهناك، كل يوم في بيت أو مكان مختلف.
يتبادلون الحديث، والقصص، وربما الحكايات القديمة…
فالليالي في العزبة ليست للعزلة، بل للونس، ولترميم الروح قبل أن يأوي كلٌ إلى داره.
● المرأة: شريكة في الحياة والتربية
نساء العزبة لسن بعيدات عن المشهد، بل هنّ في قلبه…
ففيهنّ ربات البيوت اللاتي يُربين أولادهنّ تربية قويمة على القيم والقرآن، وفيهن الموظفات والعاملات في مجالات راقية ووظائف مرموقة.
ويتفق الجميع على أنهنّ معززات مكرّمات، امتثالًا لأمر النبي ﷺ، في التعامل الحسن والتكريم.
● لا مكان للغربة…
الناس في العزبة لا يتجمعون في مكانٍ بعينه، بل تنتقل اللقاءات من دار إلى دار، ومن بيت إلى بيت.
فاليوم عند “فلان”، وغدًا عند “فلان”، وبعد غد عند “آخر”…
في مشهدٍ يعكس الدفء الحقيقي للحياة الريفية التي لا تعرف العزلة، ولا تعترف بالوحدة.
● تقاليد تحفظها الروح
لا قوانين مكتوبة تُحكم الناس في العزبة، لكن هناك عرف نبيل ودينٌ راسخ وتقاليد تربطهم بكل ما فعله النبي محمد ﷺ، وما لا يخالف الدين والشرع والعُرف.
هي مبادئ خُطّت في القلوب، قبل أن تُكتَب على جدران أو أوراق.
● المدينة… خيار بعضهم
رغم أن كثيرًا من أبناء العزبة يُفضّلون البقاء فيها، حبًا في بساطتها وروحها وتعاون أهلها، فإن البعض يضطر للسفر إلى المدينة، لأسباب العمل أو الدراسة أو الاستقرار.
لكن الجميع يعود… ولو بقلبه…
فالعزبة لا تُنسى، ومن عاش فيها حملها معه حيثما ذهب.
● في الختام
الحياة في عزبة سعد عبدالوهاب ليست مجرد تفاصيل يومية…
بل أسلوب حياة، يحفظ القيم، ويغذّي الروح، ويؤكّد أن الخير ما زال في القرى… حيث العيشة الطيبة، والقلوب البيضاء، والضحكة الصافية.