من قلب قرية “صراوة” التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، خرج شاب طموح حمل حلمًا كبيرًا في صدره: أن يترك بصمة مميزة في مستقبل الزراعة المصرية. هذا الشاب هو الدكتور محمود عبد الغفار، أحد الأسماء اللامعة في مجال العلوم الزراعية، ونموذج يحتذى في الطموح والاجتهاد.
بدأت رحلته الأكاديمية عام 1995 عندما التحق بكلية الزراعة بشبين الكوم، واضعًا أول خطوة في طريق طويل من المثابرة والعلم. واصل الدكتور محمود مشواره حتى نال درجة الدكتوراه في العلوم الزراعية – قسم البساتين، من كلية الزراعة بجامعة الأزهر بالقاهرة عام 2019، تتويجًا لمسيرة علمية وعملية مليئة بالنجاحات.
لم يكن د. عبد الغفار يومًا مجرد باحث أكاديمي، بل آمن بضرورة الدمج بين النظريات والتطبيق، فكان حاضرًا بقوة في الحقول والمزارع، حيث تولى الإشراف على العديد من الشركات والمشروعات الزراعية الكبرى. كما شغل منصب مدير قطاع المزارع في عدد من شركات الأسمدة والمبيدات، وساهم بخبرته في رفع كفاءة الإنتاج وتعزيز مفاهيم الاستدامة الزراعية.
ويُعرف الدكتور محمود بدعمه الكبير للشباب، خاصة حديثي التخرج من كليات الزراعة، إذ يسعى دومًا لتمكينهم من خلال توفير فرص عمل حقيقية، وتوجيههم نحو آفاق مهنية واعدة في مجال الزراعة الحديثة.
ومن أبرز إسهاماته المجتمعية مشاركته الفعالة في ورش العمل والدورات التدريبية، مثل دورة “الزراعة وتوظيفها في التجميل الداخلي والخارجي” التي تُعقد بمركز مجدي خليفة للفنون والتصميم في مصر الجديدة. ويستهدف هذا الكورس المبتدئين، حيث يُغطي موضوعات حيوية مثل أساليب الري، التسميد، مشاكل الزراعة، واختيار المشاتل والمستلزمات الزراعية الموثوقة.
كل من تعامل مع الدكتور عبد الغفار يشهد له بالثقة والالتزام، فهو شخصية يعتمد عليها بحق، وعلمه وخبرته يجعلان منه مرجعًا مهمًا في الوسط الزراعي المصري.
إنه بالفعل مثال مشرف للعالم الذي لم ينسَ جذوره، بل جعل من علمه رسالة نبيلة لخدمة وطنه ومجتمعه بكل أمانة وإخلاص.