في زمن تتقارب فيه الثقافات وتتسارع فيه وتيرة التغيير، تبرز شخصيات استثنائية جعلت من عملها رسالة ومن رسالتها جسراً للتواصل الحضاري. من بين هذه الشخصيات، تتألق الدكتورة عبير صلاح الدين رياض حيدر، أستاذة اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة قطر، وباحثة ومُدرِّبة دولية، كرست حياتها للتعليم والإلهام، وبناء جسور الفهم بين الشعوب.
حصلت د. عبير على درجة الماجستير من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، ثم نالت الدكتوراة في التخصص نفسه من جامعة مينسوتا الإسلامية بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تناولت رسالتها “استخدام الألعاب التكنولوجية في فصول تعليم العربية للناطقين بغيرها”. وبالرغم من كونها أماً في سن مبكرة، واصلت مسيرتها الأكاديمية بإصرار، حاملة هوية المرأة المصرية المسلمة التي تفخر بعروبتها ودينها.
على مدار مسيرتها، قدمت د. عبير ورشًا تدريبية في أكثر من 15 دولة حول العالم، من آسيا إلى أوروبا، ومن الشرق الأوسط إلى أميركا، استهدفت تدريب الأساتذة على أحدث الممارسات التدريسية، لجعل العربية لغة حية يحبها المتعلم، وليست مجرد مادة دراسية. وهي تؤمن بأن إتقان العربية يفتح أبواب الفهم العميق للقرآن الكريم، وأن المعلم القدوة هو من يزرع في طلابه الشغف قبل القواعد.
تعتمد د. عبير في رسالتها التعليمية على الدمج بين روح الشباب والتكنولوجيا الحديثة، مؤكدة أن فهم لغة الطلاب الفكرية والرقمية أمر أساسي لنجاح العملية التعليمية. فهي تدعو إلى إدماج التطبيقات الإلكترونية والألعاب التعليمية في التدريس، لتحويل التعلم إلى تجربة ممتعة وملهمة.
- لها العديد من المقالات العلمية والمهنية، كما عُرفت بكونها من أوائل الأساتذة الذين يكتبون مقالات قصيرة وجاذبة حول قضايا تعليم اللغة والثقافة العربية، فضلاً عن أبحاثها التي تركز على البعد الثقافي في التعليم، وأثر التكنولوجيا على تحفيز المتعلمين.
ولم يتوقف تأثيرها عند حدود القاعات الدراسية، إذ أصدرت صحفية ألمانية كتابًا عنها بعنوان “The Secrets of Dr. Abeer Heider” يوثق حكمها وعباراتها التي ألهمت بها طلابها. يُباع هذا الكتاب اليوم على منصة أمازون، ليخلد بصمتها التربوية والإنسانية.
قصة د. عبير حيدر هي حكاية إصرار ورسالة، تؤكد أن النجاح يبدأ من الإيمان بالهدف، وأن الهوية والثقافة ليست عبئًا على طريق التقدم، بل قوة تدفع صاحبها إلى الأمام.
الموقع الإلكتروني: اضغط هنا