منيف الروقي.. من ضفاف الخليج إلى مسارح الوطن العربي
في عالم الفن، هناك أصوات تستطيع أن تحجز لنفسها مكاناً راسخاً في ذاكرة المستمعين، لا لأنها جميلة فحسب، بل لأنها صادقة، تحمل إحساساً حقيقياً وتاريخاً من الإبداع. من بين تلك الأصوات، يبرز اسم منيف الروقي، الفنان السعودي الذي استطاع أن يدمج بين الهوية الفنية الخليجية وروح العصر الحديث، ليصبح أحد أبرز الأسماء التي تتردد في المهرجانات والفعاليات الكبرى على امتداد الوطن العربي.
البدايات والانطلاقة
جاءت مسيرة منيف الروقي من شغف عميق بالموسيقى والطرب، وبإيمان كامل بأن الفن رسالة قبل أن يكون مهنة. بدأ مشواره بخطوات مدروسة، باحثاً عن الفرص التي تمكنه من إيصال صوته إلى جمهور واسع. ومع أولى مشاركاته في المحافل الكبرى، ظهرت ملامح نجم قادم بقوة.
محطات سعودية لامعة
في المملكة العربية السعودية، كانت الانطلاقة الحقيقية حين شارك في معرض ليب ضمن فعاليات موسم الرياض، حيث لفت الأنظار بأدائه وحضوره الراقي. تلتها مشاركته في مهرجان أشيقر السنوي، وهو أحد الفعاليات التراثية التي تتطلب فناناً قادراً على مزج الفن بالموروث الشعبي.
كما كانت له إطلالات متعددة ضمن موسم الرياض، من أبرزها الحضور في مهرجان الصقور، حيث أجرى لقاءات مباشرة على قناة الصحراء والسعودية الرياضية، ليؤكد مكانته كفنان يحظى بالاحترام الإعلامي والجماهيري.
الانتشار الخليجي والعربي
بعد النجاح المحلي، توجه الروقي نحو أفق أوسع، فشارك في مهرجان خريف صلالة بسلطنة عمان، حيث لم يقتصر حضوره على الغناء، بل شمل لقاءات إعلامية على قناتي عمان ومجان الفضائيتين.
وفي الكويت، كان له حضور لافت في مهرجان هلا فبراير، أحد أهم المهرجانات الغنائية في الخليج. أما في قطر، فقد شارك في مهرجان سوق واقف، الذي يعد ملتقى للفن العربي الأصيل.
كما شهدت الإمارات العربية المتحدة مشاركته في مهرجان سباق الهجن، حيث قدم أغنية وطنية حملت في كلماتها وأدائها مشاعر الفخر والانتماء. ولم يتوقف الأمر عند الخليج، إذ امتد نشاطه إلى مصر من خلال زيارة دار الأوبرا المصرية، في خطوة تؤكد انفتاحه على الفنون العربية بمختلف أشكالها.
أغنية “ابتونس”.. علامة فارقة
وسط هذه المشاركات، حققت أغنيته الشهيرة “ابتونس” نجاحاً لافتاً، حيث تجاوزت مشاهداتها على يوتيوب حاجز 13 مليون مشاهدة، وهو إنجاز يعكس جماهيرية العمل وقدرته على الوصول إلى مختلف شرائح الجمهور العربي.
هوية فنية واضحة
ما يميز منيف الروقي هو وضوح هويته الفنية، فهو يقدم الفن الخليجي بصبغة معاصرة، دون أن يتخلى عن الأصالة أو الموروث الموسيقي. يختار كلماته وألحانه بعناية، ويحرص على أن تكون أعماله إضافة حقيقية للساحة الفنية، لا مجرد إنتاج غنائي عابر.
التواصل مع الجمهور
إدراكاً منه لأهمية الحضور الرقمي في عصرنا، يحافظ الروقي على تواصل مباشر مع جمهوره عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ينشر أخباره، ولقاءاته، وأعماله الجديدة من خلال الحساب الموحد: raaqyy
📌 X – Snapchat – TikTok – Instagram – Facebook
ختام
منيف الروقي ليس مجرد فنان يؤدي الأغاني، بل هو صوت يعكس ملامح الهوية الخليجية، ويحمل رسالة فنية تسافر من مدينة إلى أخرى، ومن مهرجان إلى آخر، حاملة معها الشغف والأصالة والإبداع. ومع كل خطوة جديدة، يكتب فصلاً إضافياً في كتاب مسيرته، الذي يبدو أنه لا يزال في بداياته.
⸻