مش هبالغ لو قلت إن أكتر لحظة عدّت عليّا في حياتي صعوبة، كانت لحظة الألم اللي سببه الانزلاق الغضروفي اللي أصابني من فترة. الألم كان بيقطع، حرفيًا. ماكنتش قادر أقف ولا أقعد، والليل كان بيعدّي بالعافية، ومعاه خدت جلسات علاج طبيعي تقليدية، عشرات الجلسات، من غير تغيير كبير.
لحد ما حد رشّح لي أخصائي إصابات وتأهيل، بصراحة كنت متردد في الأول، لأن كل اللي حوالينا بيكرّس لفكرة إن العلاج الطبيعي هو الحل الوحيد، وإن أي حد تاني ما ينفعش، لكن الألم خلاني أجرب.
اللي حصل بعدها كان فارق في حياتي فعلًا.
اشتغلت مع الأخصائي ده بجلسات فيها تقنيات يدوية دقيقة، وتدليك علاجي متخصص، وتمارين علاجية وتأهيلية مصممة على حالتي بالضبط. كان فيه فهم عميق لطبيعة الإصابة، مش مجرد توصيل أجهزة كهرباء أو استخدام حرارة. لأ، ده كان شغل حقيقي على الأنسجة والعضلات والحركة بشكل شخصي جدًا.
بعد أول كام جلسة بدأت أحس إن جسمي بيتنفس من جديد. الألم اللي كان بيصحيني من النوم اختفى تدريجيًا. وكنت لأول مرة بحس إني مش مجرد رقم في جدول الجلسات.. لأ، أنا حالة ليها خصوصيتها ومحتاج تدخل تأهيلي متكامل.
ومن هنا بدأت أفهم يعني إيه “أخصائي تأهيل وإصابات”، ويعني إيه يكون عندك حد فاهم جسمك بيتحرك إزاي، بيقوّى عضلاتك بشكل علمي، وبيحس بإيديه قبل ما الأجهزة تشتغل.
ولما شُفت الجدل اللي حصل مؤخرًا حوالين تخصص التأهيل الرياضي والعلاج الحركي، والبيان اللي أصدرته الجمعية المصرية للطب الرياضي والعلاج الحركي، حسّيت إن من واجبي أتكلم، مش كصحفي بس، لكن كإنسان استفاد فعليًا من التخصص ده.
الجمعية المصرية كانت واضحة جدًا، وقالت إن العلاج الحركي مش بديل عن الطب، لكنه مكمل مهم وأساسي في سلسلة التعافي والتأهيل. وإن فيه خلط متعمد بيحصل علشان يقلل من قيمة دور الأخصائيين اللي درسوا وتخصصوا في المجال ده، واللي بيساعدوا آلاف الحالات كل يوم.
اللي زعلني بجد هو محاولة بعض الجهات تصوير الأخصائيين دول على إنهم دخلاء، أو بيشتغلوا من غير حق. لأ، دول ناس عندهم علم وتجربة ونتائج، وكتير مننا شاف ده على نفسه قبل ما يسمعه من غيره.
وفي الوقت اللي أنا كنت بدور فيه على مسكنات، أخصائي الإصابات والتأهيل كان بيشتغل على جذور المشكلة مش أعراضها، كان بيعيدني لحياة طبيعية، خطوة بخطوة، بدون ما ألجأ لعمليات أو كميات أدوية.
وبيان الجمعية قالها بصراحة:
“احنا مش بديل عن الطب، لكننا مكمل ضروري، ولينا دور مستقل ومعترف بيه علميًا وأكاديميًا”.
فاللي شفته بإيديا، واللي حسيته في ضهري، واللي حسّن حياتي من جديد، يخليني أقول بثقة:
أخصائي الإصابات والتأهيل مش رفاهية.. ده ضرورة. ده أمل. وده جزء حقيقي من المنظومة الصحية اللي لازم نحافظ عليها ونحترمها.