بقلم: إسلام أحمد الديب
القاهرة – 2025
يُمثل الشباب في أي أمة عمودها الفقري وطاقتها الحيوية غير المستغلة، فهم ليسوا مجرد شريحة سكانية، بل رأس مال اجتماعي واقتصادي لا يُقدّر بثمن. وفي ظل التحديات الاقتصادية والتحولات السريعة التي يشهدها العالم، يبرز دور الشباب كقوة دافعة لا غنى عنها لتحقيق التنمية المحلية المستدامة والنهوض بالمجتمعات من القواعد.
التحديات الراهنة ومسؤولية الجيل الصاعد
تفرض المرحلة الحالية – بما تحمله من تضخم اقتصادي وتغيرات مناخية وحاجة ملحّة لترسيخ الوعي الرقمي – ضرورة تبنّي رؤى جديدة وحلول مبتكرة. وهنا يظهر الشباب في طليعة القوى القادرة على قيادة التغيير، لما يتمتعون به من:
مرونة وابتكار: فهم الأكثر استعدادًا لتبني التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الرقمي، بما يسهم في تطوير الخدمات وتسريع وتيرة الإنجاز.
طاقة ومبادرة: يمتلكون الحماس والعزيمة لتحويل الأفكار إلى مشاريع ميدانية واقعية، بعيدًا عن الجمود الروتيني.
وعي اجتماعي متنامٍ: إذ يدركون أهمية العدالة الاجتماعية والحفاظ على البيئة، ويشاركون بفعالية في جهود الاستدامة والمسؤولية المجتمعية.
آليات تفعيل الدور الشبابي في التنمية المحلية
لا يقتصر دور الشباب على الأنشطة التطوعية فقط، بل يمتد ليشمل محاور التنمية كافة، وهو ما يتطلب تفعيل آليات واضحة منها:
1. المشاركة في صنع القرار:
من الضروري أن يكون للشباب تمثيل حقيقي في المجالس المحلية ومراكز اتخاذ القرار، حتى تُصاغ السياسات التنموية بما يعكس طموحاتهم ويستفيد من رؤيتهم الحديثة.
2. ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة:
يمثل الشباب المحرك الرئيسي لإنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خصوصًا تلك القائمة على استغلال الموارد المحلية أو التكنولوجيا الحديثة، بما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتنشيط الاقتصاد المحلي.
3. العمل المدني والتطوعي:
رغم بساطته الظاهرية، يظل العمل التطوعي من أكثر المسارات فاعلية على الأرض. فالمجالس الشبابية ومراكز الشباب تلعب دورًا حيويًا في:
تحسين الخدمات العامة من خلال حملات النظافة والتشجير وتطوير المرافق.
تقديم برامج للتعليم والتدريب ومحو الأمية الرقمية، بما يرفع من كفاءة المجتمع المحلي.
الخلاصة: استثمار الحاضر وضمان المستقبل
إن تمكين الشباب ليس ترفًا، بل استثمار استراتيجي في مستقبل الوطن. فالمجتمعات التي تمنح شبابها الفرصة للتعبير والإبداع، وتوفر لهم التدريب والدعم، هي الأكثر قدرة على التقدم ومواجهة التحديات العالمية.
ولكي نتحول من مجتمعات تستهلك الحلول إلى مجتمعات تُنتجها وتبتكرها، يجب أن نضع الشباب في صدارة المشهد التنموي، إدراكًا بأن المستقبل يُبنى بأيديهم وعقولهم.